اَسف لم أعد أستطيع

اَسف لم أعد أستطيع

احسان عبد القدوس

EGP95.00

In stock

“آسف لم أعد أستطيع”، وهي من المجموعات القصصية التي كتبت في أوائل الستينيات، وتقع في 185 صفحة، وبدأها إحسان عبد القدوس برسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر، موضحًا فيها الرقابة التي تتعرض لها الصحف، وكان إحسان عبد القدوس وقتها رئيس مؤسسة روز اليوسف، وهي الرسالة التي تكشف عن جرأة إحسان المتناهية حين يقول موضحًا أسباب كتابته لهذه الرسالة: كانت التهمة هي: الجنس والإلحاد.. كانت الصحافة أيامها لم تؤمم بعد، وكانت الرقابة المفروضة عليها ثقيلة عنيفة، وكنت أنا صاحب روز اليوسف، وحتى أهرب بنفسي وبروز اليوسف من ثقل الرقابة “كمشت” صفحاتها السياسية، وفتحت صفحات أوسع للمواد الاجتماعية والأدبية، وهو نفس السبب الذي جعلني أيامها أطالب بتأميم الصحافة لأن الرقابة كانت قد وصلت إلى حد أن أصبحت الصحف أقرب فعلًا إلى ملكية الدولة.
والمتأمل لرسالة إحسان عبد القدوس التي بدأ بهامجموعته القصصية “آسف لم أعد أستطيع” يكتشف راهنية القضايا التي تناقشها، لاسيما على صعيد الاتهام بالإلحاد، لكل مخالف في الرأي، وحينما دافع إحسان عن نفسه رادًا هذه التهمة، كشف عن الجانب الرجعي في الدين الذي يتمثل في رجال الدين يقول إحسان:
“إنني مؤمن بالله يا سيّدي الرئيس.. لست ملحدًا، ولعلك لا تعرف أنني أصلي، ولا أصلي تظاهرًا ولا نفاقًا، فإن جميع مظاهر حياتي لا تدل على أنني أصلّي، ولكني أصلّي لأني أشعر بارتياح نفسي عندما أصلي، ورغم ذلك فإني أعتقد أن ديننا قد طغت عليه كثير من الخزعبلات والأتربة، والتفسيرات السخيفة؛ التي يقصد بها بعض رجال الدين إبقاء الناس في ظلام عقلي، حتى يسهل عليهم – أي رجال الدين – استغلال الناس والسيطرة عليهم”.
“آسف لم أعد أستطيع” المجموعة التي بدأت بخطاب إلى الرئيس عبد الناصر، تشكو رجال الدين انتهت بقصة “شباك كلها ثقوب” عن حكاية اليهودي الذي يلعب بشبكة الأديان، ويصطاد بها المسلمين والبوذيين، ولو احتاج لاصطاد بها المسيحيين.. إنها شبكة عريضة تسع العالم.. وكلها ثقوب. وإحسان نفسه يصف هذه القصة بأنها ليست قصته.. “إنه حادث كان يمكن أن أرويه كخبر صحفي، ولكن لغرابته فضَّلت ألَّا أرويه كنص ما سمعته، بل أرويه كما أتصوّره.. وهكذا أنا دائمًا، لا أستطيع أن أهرب من خيالي، ويضيع الصحفي منِّي في داخل الأديب”.
تحتوي مجموعة “آسف لم أعد أستطيع” على ثماني قصص طويلة هي: هل قرأ عبد الناصر هذه الرسالة، والراقصة والطبّال التي تحوَّلت فيما بعد إلى فيلم سينمائي شهير بالعنوان نفسه قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي، والفنانة نبيلة عبيد، والراحل عادل أدهم، ثم قصة “قبل الوصول إلى سن الانتحار”، و”آسف لم أعد أستطيع”، وكان يعيش مع لسانه، والزجاجات الفارغة، وقبل أن تخرج الحقيبة من الباب، وأخيرًا: شباك كلها ثقوب.
Read more...