EGP40.00
8 in stock
صَدَرَت الكثير من كُتب السِيَر التي رصدت حياةَ أصحابها، غير أن سيرة العقاد تختلف تمامًا عن كل ما كُتِب؛ فهي تُعَدُّ نبراسًا لكل من يريد أن يطَّلع على سيرة أديب كبير، فقلَّما تجمَّل فيها، وأطلعنا على الكثير من أسراره؛ لأنه لم يَكتُب عن العقاد الذي يعرفه الناس، بل كتب عن نفسه كما يعرفها العقادُ؛ لذا اختلفت صورته كثيرًا عن الصورة التي رسمها له معاصروه، فنراه ضاحكًا، ومتواضعًا، ورقيقًا، وعاشقًا، وشاعرًا، ومحبًّا للعزلة. ولكنه قريبٌ من أصدقائه، وحادٌّ كالسيف لا يعرف اللِّين إذا خاصم وإذا صادَقَ؛ فكان الكِتاب صورةً صادقةً لحياةٍ حافلةٍ بالكثير من الخِبرات الحياتيَّة التي اكتسبها فيما يزيد عن سبعين عامًا، أحبَّ فيها الحياةَ، ولكنَّه أحبَّ القراءةَ أكثر من أيِّ شيء آخر؛ فعاش حيواتٍ أكثر من حياته.
هذا الكتاب واحدا من أمتع السير الذاتية التي قد تقرأها طوال عمرك, لقد أراد العقاد الكتابة عن نفسه لكنه كتب عن كل ما يجول في الحياة, إن تلك السيرة مفعمة بالحياة كما هي مفعمة بالموت, بدأ العقاد فيها يكتب عن القرية والطفولة والأب والأم وكيف بدأت خطواته ووجدانه في التشكيل ثم حكى عن مكتبته وكتبه وعن القراءة, وحكى عن العمل في الحكومة والاستقالة وعن حال العرب والأمة, وقد توفي العقاد قبل نهاية ما خطط لكتابته, لذلك تعد هذه السيرة من أصدق ما كُتب في السير, فقد بدأت بحياة المؤلف وإنتهت بموته حرفيا!