رواية ما وراء النهر هي أحد أشهر الأعمال والمؤلفات التي صدرت للأديب والمفكر المصري طه حسين. حتى أن البعض عدها أحد افضل كتاباته وأجملها لغويًا، وقد لاقت الرواية ترحابًا عظيما بين جموع المثقفين حتى يومنا هذا.
في هذه الرواية يجعلك طه حسين تظن أن أحداثها ليست ما يريد أن يريك إياه وإنما يريدك أن تستشعر معنى كل مكان أو ما تمثله الشخصيات فيحدثنا عن الفقر والغنى وعن الفروق المجتمعية ويحدثك عن السياسة وعن الدولة والعالم دون أن تشعر بذلك.
وعلى الرغم من قصر هذه الرواية إلا أنك تشعر أنه لا يمكنك إنهائها على عجل. وإنما يجب عليك أن تعيد كل فقرة لكي تستنبط معانيها وتفهمها حق الفهم حيث ينتقل الكاتب انتقالًا سلسً بين الاأحداث والأماكن والمشاعر بصورة تجبرك على التأني وانت تتنقل بين صفحاتها .
ومما يُمتع القارئ وهو يمضي في صفحات هذه الرواية هو عبقرية الحوارات ودقة الوصف والتفاصيل،والاختيار الرائع للشخصيات فكأنما كل شخصية تمثل فكرة معينة اراد الكاتب التعبير عنها أو دحضها بشكل أو بأخر و هو ماأضاف للرواية بعدًا أعمق وأجمل.
وكعادة عميد الأدب العربي فإنه يجذبك بلغته الراقية وأسلوبه الشيق الممتع وتسلسل الأحداث الرائع الذي يجعل الملل صعبًا على القارئ، ولكن الأمتع في رواية ما وراء النهر هو وصف الكاتب للأماكن والطبيعة بعناية ودقة تجعل القارئ أكثر تأثرًا واندماجًا مع أحداث الرواية.