EGP165.00
Sold Out!
“انت غفوات الصحو والتأمل الغويط تقودني إلى سراديب الرؤى الغامضة، أسأل نفسي إن كانت لحظات الخروج من بطنها على هذا النحو فعلا أو أنها محض رسوم اقتحمت الذاكرة على مهل؟ لعلها لم تكن منبتة الصلة بما جرى بالفعل، ولعلها تكونت في اللاوعي مسنودة على خبرات قديمة قدم الحياة نفسها، لكنني في كل الحالات كنت أراني منفلتا على غير ما كانوا يتوقعون، وبحسب ما كانت تحكي لي ولكل الحاضرين من الأهل والأقارب بعد أن كبرت وصرت بحسابات الكبار رجلا، تحكي مزهوة بنفسها أنها أفلتتني بكل اليسر رغم أنني انولدت قبل الموعد المحسوب بأكثر من شهرين، كنت أشاركها الحديث الجالب للضحكات أحيانا لكل من يسمعه قائلا أنني استشعرت خروجي من داخلها مندفعا الي أرضية القاعة الجوّانية الرطبة وكيف اختلط السائل اللزج ودم «خلاصي» بالرماد الناعم قبل نزول «الخلاص» نفسه، أقول أنني تشممت رائحة الرماد واستشعرته ساكنًا فوق مقدمة الرأس وأجزاء من البدن العريان فيضحكون، أسرح بخيالي قائلا لهم بينما أتأمل ملامحها أو أبوح لها بيني وبينها: إنه من المحتمل جدا أن أكون قد أحسست بأصابع «أم يوسف» وهي تلتقطني وتربط حبلي السري من فوق بطني بخيط متين قبل أن تفصله عن «الخلاص»