EGP350.00
كانت عقوبة الإعدام بالشنق، الأكثر شعبية؛ لسهولتها وقلة تكلفتها، الوسيلة الأكثر انتشارًا حتى قيام الثورة الصناعية الثانية، حينها استُبدِلت بالإعدام بالكرسي الكهربائي. اتفق القادة السياسيون على أن تعليق إنسانٍ من حبلٍ ما أمرٌ بربري في نهاية المطاف. رأوا أن الإعدام بالكهرباء أكثر حداثة وإنسانية، وأقرب للعلم كذلك. وفي عام 1888، كشفت ولاية نيويورك عن أول كرسي كهربائي. تعود فكرة إعدام شخصٍ ما بالكهرباء وهو جالس على كرسي إلى ألفريد ب. ساوثويك، طبيب أسنان اعتاد تطبيب مرضاه الجالسين. يُحلق رأس المُدان وساقٌ واحدة، ثم توضع إسفنجة منقوعة على رأسه ومن فوقها خوذة حديدية. يوصل قطبٌ كهربائي بساقه. وبإشارةٍ من آمِر السجن، يدفع العامل المناوب مقبض الكهرباء. يندفع ألفا فولت كهربائي داخل جسم المُدان، ثم ألفان آخران، ثم ألفان، وهكذا… هذا إذا بقي في المُدان دَقة قلب. كان ويليام كيملر أول مَن نُفِّذ في حقه حُكم الإعدام بالكرسي الكهربائي عام 1890. تصاعدت أعمدة الدخان من رأسه. حينها أنهى ممثلٌ حكومي خطابه قائلًا: “إن العالم شهد ثمرة عشر سنواتٍ من البحث العلمي والحضارة المتقدِّمة، ولم يزَل كيملر حيًّا!”. انقسم حضور تنفيذ الإعدام بين مُغشًى عليه أو هاربٍ من المنظر. قال موصِّل الكهرباء حينها: “لكان من الأفضل أن نقتله بالفأس!”. استخدمت كثيرٌ من الولايات الأمريكية الكرسي الكهربائي، ولكن أيًّا منها لم ترَ ريح الحضارة والحداثة التي كانوا يصبون إليها. وصف المُبجَّل ويليام برينان، قاضٍ من قضاة المحكمة العليا الأمريكية، المُدانين بعد تنفيذ الإعدام بالكهرباء قائلًا: “أحيانًا كانت عينا المعدوم تخرج من مقلتيهما وتستقر على خدَّيه. عادةً ما يتبرّز السجين ويتبول ويتقيأ دمًا ويسيل لعابه. يتحوَّل لون جسمه إلى أحمر فاتح مع ارتفاع درجة حرارته، وينتفخ لحمه، وتتمدَّد بشرته حتى تكاد تنقطع. أحيانًا تشتعل النيران في السجين. يسمع الشهود طقطقة عالية لا تتوقف أشبه بصوت قلي اللحم، وتعم الغرفة رائحة لحمٍ محترقٍ مقزّزة!”
10 in stock