“ابنتي الحبيبة، أكتب لكِ هذا ولا أعلم إن كنت أملك شجاعة تركه لكِ لقراءته. صعبٌ ألا أستطيع التعبير عن مشاعري الحقيقية إلا على الورق. كل شيء حولي يدفعني للمُضي قدمًا بعيدًا عن مشاعري؛ لأنجو. وصعبٌ أن أفصل مشاعري عن جسدي. ما أشعر به هو نقيض ما أمارسه، وما تعلّمت ممارسته من أمي وجدتي، وما أخشى أن تتوارثيه منّا. يقولون إن الأمومة نعمة، ولا أحد يهتم بما نمر به في خضمها كتجربة. الأمومة مرهقة، وأتساءل كل ليلة ما هو أفضل السيئين: إجهاض بويضة مُخصبة، أم إنجاب طفل غير مرغوب في وجوده؟”
من خلال قصص واقعية لنساء أجهضت إجهاضًا قصديًا، ترصد غدير أحمد حكايات نساء خاضت التجربة في ظروف غير آمنة صحيًا وطبيًا و في ظل قوانين تجرم الإجهاض. يتميز هذا الكتاب بالجمع ما بين البحث الأكاديمي والكتابة الأدبية لشهادات النساء حول تجارب الإجهاض في مصر.
يقدم الكتاب تأطيرًا طبيًا وتدقيقًا قانونيًا وشرعيًا وتحليلًا سياسيًا للإجهاض في إطار الحراك النسوي في مصر تاريخيًا وحتى يومنا هذا. وإلى جانب التأصيل النظري المعمّق لظاهرة الإجهاض القصدي، وما تمثله من تحدٍ للنظام الأبوي ولمنظومة الأسرة الغيرية والأدوار الإنجابية والإنتاجية المفروضة على النساء والمتوقّعة منهنّ، يقدم الكتاب تحليلًا أكاديميًا ثريًا للدلالات السياسية للإجهاض المستحث اعتمادًا على النظريات النسوية والسياسية التي تنطلق منها الكاتبة إلى تأريخ قضية الإجهاض في مصر الحديثة مع ربطه بسلاسة مع الاقتصاد السياسي المحلي والعالمي.”