في عام 2000، جدّ جدال مشوّق بين أجهزة كمبيوتر آبل ماكنتوش Apple Macintosh و”كنيسة الشّيطان”. فقد أطلقت هذه الشّركة حملة إعلانيّة استخدمت فيها صورا باللّونين الأبيض والأسود لشخصيات تاريخيّة شهيرة تُعتبَر مؤثّرة في تغيير رؤية معاصريها إلى العالم، ورَسمت على تلك الصّور الشّعار التّالي: “فكّر بشكل مختلف”
جادل فرويد بأن المجتمع ينطوي على مقايضة بين الاستقلال الذاتي الفردي والأمن ، حيث تتم التضحية بالأول من اجل الفوز بالثاني . ومع ذلك ، يرى زيجمونت باومان أن الوضع الحالي يقلب تشخيص فرويد ، إذ “تتم التضحية بالأمن يوما يعد يوم على مذبح الحرية الفردية الأخذة في التوسع “.
في المجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه الآن ، تستند استقلاليتنا إلى فكرة الاختيار الذي هو في جوهره حر لدرجة انه يُعتبر من غير الضروري ، بل وغير المرغوب فيه ، الاختيار على أساس بعض الأطر الأخلاقية. والمشكلة أنه عندما يُسلب فعل الاختيار من الأسس الآمنة ، يصبح تجربة مخيفة.