EGP125.00
7 in stock
“تُراوِح هذه القصصُ بين واقعٍ بائسٍ وخيالٍ جامح، وبين أشياءَ مألوفةٍ نعرفها جيدًا لأنها ماثلةٌ أمامنا تُزاحمنا، وأخرى غريبة لم نَعتَدْ عليها، ويُدهشنا وجودُها، إن كان هذا ممكنًا أصلًا. وتتأرجَّح القصصُ بين ما هو مباشرٍ مُتعيَّن واضح، يتهادى إلينا بلا مُوارَبة ولا مُناورَة من خلال العبارة، وآخَر رمزيّ خفيّ يتوارى خلف الكلمات، لَكَمْ تدل عليه الإشارة.
تنتقلُ شخصيَّات القصص من الريف إلى المدينة، ومن عوالم المُهمَّشين إلى مكاتب الموظفين، وممَّن يعيشون عند حَدِّ الكفافِ إلى مساتير الناس، لكنَّها في كل أحوالها تطرحُ أنماطًا مُعذَّبة من البشر، لديهم شوقٌ جارفٌ إلى الحرية والعدل والكرامة. وزمانُ هذه القصص، بما فيها تلك الغارقة في الخيال، هو زمانُنا الذي نعيشُه ونعرفُه جيدًا، ونهتدي إليه من السياق المحيط بمجرى الحكايات، وطريقة تفكير أبطالها، والحوارات التي ترِدُ على ألسنتهم، أو يضعُها المؤلِّف على الألسنة، مُتحيِّزًا إلى ما يراه ويقرره.
إن هذه القصصَ تؤكِّد أن وراءها كاتبًا قد قطعَ خُطواتٍ على دَرْب فَنِّ السردِ عمومًا، والقصةِ القصيرةِ بشكلٍ خاصّ، ويسعى إلى أن تكون له طريقتُه الخاصَّة، وأسلوبه المُميَّز، الذي يُعبِّر عنه، وقد يشيرُ إليه. هي قصصٌ تمثلُ بدايةً جيدة، إن وَجَدتْ ما يدفعُها إلى الأمام، ويُراكِمُ من الخبرةِ والذوقِ ودُرْبةِ الكتابةِ على ما لديها الآن، ستنطلقُ إلى آفاقٍ أكثر رحابة، وتصنعُ لصاحبها مكانًا في عالَم السَّارِدْين.”