EGP360.00
اســـتطاع المخـــرج التايواني تســـاي مينـــغ ليانغ، خـــلال العقـــود الثلاثة الماضية،أن يكّرس نفســـه كواحد مـــن أكثر المبدعين أهميًة في الســـينما العالمّية المعاصرة، ومـــن أبرز مخرجي الســـينما التايوانية وأكثرهم شـــهرة، وأن ينتقل إلى مصـــاف كبار الســـينمائيين، ليمارس تأثـــره القوي على جيـــل جديد من مخرجي القرن الواحـــد والعشرين.
يركز العمري في كتابه على تناول الأبعاد المختلفة لشخصية البطل المأزوم التي تنتقل من فيلم إلى آخر، وتصبغ غالبية أفلام سكورسيزي الروائية الطويلة التي عرفها الجمهور وتفاعل معها. والمقصود بالشخصية المأزومة، تلك التي تعاني من عدم القدرة على الاتساق أو الاندماج مع محيطها، وقد يدفعها شعورها الحاد بالاغتراب، إلى الجريمة والعنف. ومعظمها شخصيات لا تختار مصائرها تماما، بل تبدو مدفوعة بقوى قدرية تقودها نحو مصائرها. وهذه الشخصيات، هي شخصيات مركبة، تعبر أفضل ما يمكن عن المزاج الخاص بسكورسيزي نفسه، كإيطالي- أمريكي من نيويورك، لا يكف منذ أول أفلامه، عن توجيه سهام النقد للثقافة الأمريكية السائدة، وللمجتمع الأمريكي. إنه يكتب- على طريقته الخاص- تاريخ أمريكا الحديث كما يفهمه وكما يعرفه. ومن فيلم إلى آخر، كان يمضي ليكتشف ما خفي عنه في التكوين الأمريكي، ويكتشف في الوقت ذاته، إمكانيات أخرى تتيحها له لغة السينما وعناصر الأسلوب السينمائي. لهذا أصبح سكورسيزي أحد أهم السينمائيين في عصرنا.ويوضح العمري” أن هذه الشخصيات لا تنطلق من اختيارات مسبقة، بل من أقدار وأحداث تتوالى، تجعلها تجد نفسها وقد أصبحت طرفا فاعلا فيها، أحيانا دون إرادتها أو رغبتها. إنها شخصيات كثيرا ما تبدو مدفوعة بالإغواء في تحقيق الثراء والصعود أيا كانت الوسيلة. وهي لا تستفيق سوى بعد أن تجد أن الهرم الذي صنعته من الرمال والأوهام، قد أصبح مهددا بالسقوط والانهيار.
4 in stock