“ولادك يستاهلوا ..
الشخص الوحيد الذي تتمنَّى بصدق أن يتفوَّق عليك، ويكون أفضل منك؛ هو ابنك، أليس كذلك؟ ولكي تتحوَّل هذه الرغبة إلى واقع وحياةٍ ملموسة؛ لا بدَّ من العمل على تحقيقها. ولادك يستاهلوا أن تبذل كلَّ الجهد والوقت والمال من أجل تمتُّعهم بالصحة النفسية السوية، والتي أعتبرها هي أهمَّ محصلة وهدف يجب أن تضعه في ذهنك أثناءَ رحلة التربية. وتعتبر العلاقة الطيبة بينك وبين أبنائك والقائمة على الحب والهدوء والاحترام والتواصل الفعّال من أهمِّ مقومات الصحة النفسية السوية، فقبل أيِّ تصرف مع ابنك اسألْ نفسك: كيف سيؤثر سلوكي هذا على علاقتي بابني؟ هل سيعزز العلاقة ويقويها أم سيفسد العلاقة ويضعفها؟ كيف سيفسر ابني هذا السلوك؟ ودائمًا ضعْ نفسك مكانَ ابنك، وفكِّر ما وراء سلوكياته، لماذا يفعلُ ما يفعل؟ ما الاحتياجُ النفسي الذي يحاول إشباعه بهذا التصرف؟ ما هي الحالة النفسية التي يمرُّ بها الآن؟ هذه الأسئلة والتأمل في إجابتها سيساعدك على التصرف بشكل سليم في معظم الأحيان.
ونصيحةٌ أخيرة، عليك إعادة قراءة الكتاب بعقلية مَرنة، تعمق في الفكرة وليس الكلمات تعمق في المفهوم وراء الكلام، فتعمقك في الفكرة وإدراك المفهوم وراءها سيجعلك تتصرَّف بمرونة في المواقف المختلفة، فالهدف من هذا الكتاب ليس فقط إعطاءك مجموعة من الإستراتيجيات التي عليك تطبيقها للحصول على النتائج المرجوَّة، بل أيضًا تغيير مفاهيمك عن التربية، والذي سيجعلك تتصرف بحكمة وبطريقة سليمة حتَّى في المواقف التي لم أتناولها في الكتاب.
أتمنَّى لك من كلِّ قلبي حياةً أفضل لك ولأسرتك.. إلى اللقاء في كتبٍ أخرى إن شاء الله”