“تندرج مسيرة أمينة رشيد الاستثنائية تحت شعار الوساطة، وهي وساطةٌ قوامها تكرار الانتقال والعبور، بصورةٍ تمتدُ نحو الآخر، وتُسقط الحدود، وتسعى للوصل بين الضمائر، والمعارف، والثقافات، والعوالم المتباعدة.
بالنسبة إلى أمينة رشيد، تعد الوساطةُ اختيارًا وجَّهها إليه ما عايشته في المقام الأول، في صورة انفصالاتٍ وتناقضات قادتها إلى ابتناءٍ تدريجيٍّ لإرادةٍ راسخةٍ من أجل القيامِ بحركةِ اجتياز وعبور. وإن الأدب المقارن، بوصفه «محرِّكًا أخلاقيًّا للعلاقة مع الآخر، وعاملًا إبيستيمولوجيًّا ضد الحواجز بين الاختصاصات العلمية»، ليُكثف تلك النظرة الساعية إلى الوساطة وتلك الحركة التي حثّت دومًا أمينة رشيد على عبور الأسوار: أسوار اللغات، والطبقات الاجتماعية، وأسوار العلاقات الإنسانية خاصة”