اختارت عدد من التصنيفات أن تضع هذا الكتاب ضمن أهم مئة كتاب صدروا في القرن العشرين، ولازال حتى اليوم يُعتبر أهم مرجع يبحث في نشأة الأديان من منطلقات مادية تاريخية. وقد حدد كارل كاوتسكي لنفسه في بحثه هذا هدفًا وحيدًا هو تفسير الظاهرة التاريخية لنشأة المسيحية، دون انحياز أو تحامل. هكذا قام بإزالة الغطاء عن تلك النشأة، وعن أكوام التفسيرات اللاهوتية والمثالية. وقدم تفسيرًا ماديًا للظاهرة من وجهة نظر طبقية، موليًا العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية في الإمبراطورية الرومانية ذات النظام العبودي أهمية قصوى، نابشًا في أركيولوجيا الكتابات المقدسة، ومستبطنًا تحولاتها المكانية والزمانية من الشرق الأدنى ومصر إلى آسيا الصغرى وروما، ليكتشف النواة التي يحتمل أن تكون تاريخية. ولم يحدث حتى الآن أن تجاوز أحد النتائج التي بلغها كاوتسكي منذ ما يزيد على قرن إلا قليلاً، بل أن الكشوف الأثرية -في مستوطنات البحر الميت بالأردن وفى نجع حمادي بمصر- عززت تلك النتائج